أبوظبي (الاتحاد)

أشار التقرير السنوي الصادر عن مكتب الدراسات الاستراتيجية في مجموعة إي.دي.إس.إس، إلى أن عام 2018 شهد العديد من المحطات والأحداث الاقتصادية والجيوسياسية التي تؤشر بخريطة جديدة للاقتصاد العالمي، حيث أصبح هناك إعادة تموضع لميزان القوى الاقتصادية متمركزة بين الولايات المتحدة والصين وتدير دفة الاقتصاد العالمي.
ومن أهم أحداث 2018 القوة الاستثنائية للاقتصاد الأميركي والأرباح الكبيرة التي حققتها الشركات الأميركية، حيث سجل مؤشر داو جونز مستويات تاريخية لامست عتبة 27000 ويتوقع أن يعاود نشاطه عام 2019، في حين جاءت نتائج الشركات الأميركية أفضل من التوقعات. والجدير بالذكر أنه في شهر ديسمبر 2017 وخلال تقرير المكتب السنوي، تمت الإشارة وقتها إلى أن مؤشر داو جونز سيتجاوز عتبة 25000 نقطة، نتيجة استفادة الشركات الأميركية من برامج ترامب الاقتصادية. ويشير التقرير السنوي إلى أن الصين وضعت استراتيجية اقتصادية مختلفة عن السابق أهدافها الأساسية في السيطرة على أكبر بقعة اقتصادية في العالم تضم نصف سكان الكرة الأرضية، وبدأت بشكل فعلي من خلال الاستثمارات المستدامة الطويلة الأجل التي تنفذها في القارة الأفريقية وغيرها من دول العالم.
ومن جهة ثانية، الولايات المتحدة مع سياسة الرئيس ترامب تضع أميركا أولاً، أي تحقيق المصلحة الاقتصادية العليا، بما انعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد الأميركي الذي يشهد مستويات تاريخية في سوق العمل والاستهلاك والإنفاق والأجور، كلها تضاعفت منذ عام 2016 وحتى اليوم، وعلى ما يبدو أن هذا البرنامج مستمر حتى تحقيق أهدافه.
وقال التقرير إن هذه المتغيرات انعكست سلباً على أداء الأسواق الأوروبية وأسواق الدول الناشئة، نظراً لتمحور السيولة بين أميركا والصين، إضافة إلى التطورات الجيوسياسية في أوروبا كالبريكست التي تؤشر بمسار طويل من عدم الوضوحية، وقد تزيد من تفاقم الأزمة الأوروبية.